عبر حزب المستقلين الديمقراطي عن استهجانه لتكالب البعض من متصدري المشهد السياسي في بلادنا من مجلس نواب منتهي الصلاحية ومجلس أعلى منتهي قبله وحكومات فاقدة للشرعية في الغرب والشرق على ميزانيات إعادة الإعمار للمناطق المنكوبة في الشرق الليبي ، بدلا من المسارعة إلى الاستقالة والاعتذار للشعب الليبي على عجزهم وتقصيرهم وفشلهم في تنفيذ وعودهم الكاذبة له بتحقيق الديمقراطية والاستقرار والتقدم والنماء.
وقال الحزب في بيان اصدره الخميس بعنوان “ليبيا بعد درنة ليست كقبلها” إن الشعب الليبي يدرك جيدا ان هذه الأجسام البالية التي تغتصب السلطة وترفض التداول السلمي للحكم هي المتسببة في كل الكوارث التي شهدتها بلادنا وكان آخرها ما شهدته مدن الشرق وفي مقدمتها درنة المنكوبة .
وأضاف الحزب في بيانه أنه يستغرب وقاحة هذه الأجسام المنبوذة وتحفزها للانقضاض على ميزانيات إعادة الإعمار للمناطق التي دمرت وسقط أهلها شهداء وجرحي ويتامى ونازحين بسبب فشلها الذريع في تحقيق تطلعات أبناء الشعب الليبي في العيش الكريم.. فكيف ستعمر هذه المناطق وهي المسؤول الأول عن ما لحق بها من دمار وخراب ؟ .وتساءل حزب المستقلين الديمقراطي ، هل يقوم هؤلاء المتصدرين للمشهد بالاطلاع على راي الشعب فيهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والذي يصفهم بأبشع النعوت والصفات ويطالب بسرعة اسقاطهم وتقديمهم للعدالة ، ولعل المظاهرة الأخيرة في درنة خير شاهد على ذلك.
وأوضح أن فشل هذه الأجسام التي تحولت إلى مليشيات الكراسي وترفض التنازل عن مناصبها اصبحت منبوذة حتى من مبعوثي الأمم المتحدة السابقين إلى ليبيا حيث حذرت الأمريكية “ستيفاني وليامز” التي تعرفهم جيدا من محاولاتهم للوصول إلى ميزانيات إعادة الإعمار وصرفها في غير محلها ، وطالبت بإنشاء آلية مشتركة وطنية ودولية للإشراف على أموال المساعدات ، مشيرة إلى أن الطبقة السياسية تميل إلى استخدام حجة السيادة لتوجيه عمليات المساعدة بحسب مصالحها .
من جهتها توقعت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية أن تكون إعادة الإعمار في درنة المنكوبة جراء العاصفة “دانيال” مسيسة إلى حد كبير، لافتة إلى تصريحات متضاربة من الأطراف الفاعلة في شرق وغرب البلاد بشأن تنظيم إعادة بناء المدينة ، وقالت إن ضعف الحكومة داخل ليبيا وغياب تطبيق القانون، وسوء الإدارة من قِبل المجتمع الدولي حول العاصفة “دانيال” المتوقعة، التي كان من الممكن تفادي تداعياتها، إلى كارثة إنسانية في درنة .
بدورها صحيفة “ذا غارديان” البريطانية حذرت من استغلال كارثة “دانيال” لتأجيل الانتخابات في ليبيا.
وأكد حزب المستقلين الديمقراطي أنه من العيب والانتهازية المقيتة المتاجرة بمأساة أهلنا في الشرق من العديد من الانتهازين وعباد الكراسي واستغلالها في حملات دعائية انتخابية مجانية ومحاولات مفضوحة لتلميع الصور المهترئة للفاشلين الذين الحقوا الضرر الكبير بالبلاد خلال السنوات الأخيرة .
ودعا الحزب هذه الأجسام الساقطة شعبيا وزمنيا إلى التزام الصمت والتواري في منتجعات وفنادق دول الجوار وأوروبا وعدم استغلال مأساة درنة وانتظار تحقيقات القضاء وتحديد المسؤوليات الإدارية والجنائية والسياسية لهذا المصاب الجلل الذي راح ضحيته الاف الأبرياء وستبقي اثاره لسنوات طويلة لا يعلمها إلا الله ، مؤكدا على جهات التحقيق أن تطالهم التحقيقات باعتبارهم رأس الهرم الذي يشمل سلطتي التشريع والتنفيذ.
كما دعا حزب المستقلين الديمقراطي في ختام بيانه القوى الوطنية الحية والفاعلة إلى سرعة الالتقاء ووضع حل سريع وناجع لحالة الانسداد السياسي التي تعيشها بلادنا جراء تشبت هذه الكوابيس بكراسيها وتفننها في وضع العراقيل والعقبات أمام إجراء الانتخابات التي ستفرز قيادات وطنية جديدة قادرة على نقل بلادنا إلى مراحل النمو والتقدم والتعويض عن السنوات العجاف والبؤس التي عاشها شعبنا ، وعدم نسيان أيضا التذكير بضرورة عدم الافلات من العقاب ، وأن تكون ليبيا بعد درنة ليست ليبيا قبل درنة.