العربي الجديد-
يستعد المغرب لإعادة فتح قنصليتين في ليبيا بعد إغلاق دام ثماني سنوات، في خطوة تؤشر على بداية إعادة التمثيل الدبلوماسي المغربي في ليبيا بدءاً بالخدمات القنصلية.
وأعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أمام مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان المغربي)، مساء الثلاثاء (20 ديسمبر 2022م)، أن بلاده ستعيد فتح قنصليتي طرابلس وبنغازي قريباً، دون أن يحدد موعداً لذلك.
وقال بوريطة، خلال رده على سؤال شفوي بمجلس المستشارين المغربي، إن “المغاربة في ليبيا يعانون من مشاكل كبيرة، وكانت عندهم ظروف، ربما تحسنت الآن، ومستقبلاً سنعيد فتح القنصليتين”.
وتشكل عودة عمل القنصليتين في طرابلس وبنغازي، خطوة أولى ستسهم في تجاوز التعقيدات التي كان يطرحها إغلاق القنصليتين للمواطنين الليبيين، وكذلك لنحو ربع مليون مغربي يقيمون في هذا البلد، عانوا من تعذر تجديد وثائقهم الثبوتية لغياب تمثيلية دبلوماسية للبلاد.
وفي أكتوبر الماضي، أعلنت القنصلية العامة للمملكة المغربية في تونس عن تنظيم قنصلية متنقلة إلى مدينة طرابلس، لفائدة المغاربة المقيمين في ليبيا، لتقديم الخدمات القنصلية، نحو استلام جوازات السفر المنجزة أو تقديم طلبات استخراج جواز السفر أو رخصة المرور، واستلام طلبات تسجيل الولادات والوفيات، مع استخراج شواهد عرفية قصد الزواج، وكذا تسليم الدفاتر العائلية.
ولا يُعرف إلى حد الآن إن كانت إعادة فتح القنصليتين ستتبعها إعادة فتح السفارة المغربية في طرابلس، واستئناف نشاطها المتوقف منذ إبريل عام 2015، جراء هجوم مسلح تعرضت له وتبناه تنظيم “داعش” الإرهابي.
وسبق لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج أن ربط عودة التمثيلية المغربية إلى ليبيا بتوفير الأمن، والاستقرار. وقال، بعد استقباله رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الليبية، في يونيو 2021، إن ليبيا “بلد مغاربي مهم جداً، والعلاقات الثنائية معه مهمة، إلا أن فتح السفارة فيه مرتبط بأخذ الشعب الليبي، ومؤسساته الشرعية، بزمام الأمور، وعودة الاستقرار إلى البلد”.
وكان وفد رفيع المستوى من الخارجية المغربية قد قدم، في 31 مارس الماضي، إلى طرابلس للقاء مسؤولين ليبيين، بغرض التباحث حول الترتيبات اللوجستية لإعادة التمثيل الدبلوماسي للمغرب عبر سفارته في طرابلس، وقنصليته في مدينة بنغازي، شرقي ليبيا.